جورج قرداحي : لم يعطوا لبنان ولا حتى قطرة ماء

أثارت تصريحات جديدة للإعلامي ووزير الإعلام اللبناني السابق جورج قرداحي، الردود والتفاعلات الكثير عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وأدلى قرداحي في مقابلة مع قناة عراقية، بتصريحات قال فيها أنّ دول الخليج لم تقدم المساعدات لبلاده “لبنان” الذي يمر بأزمات “لأكثر من عشر سنوات”.

وقال الإعلامي اللبناني في المقابلة التي جرت منذ أيام “إخواننا الخليجيون يقولون نحن سنترك لبنان، لقد تركوا لبنان منذ زمن”.

وتابع قرداحي قائلا: “لم يرسل لنا أحد صهريج بنزين أو مازوت كي يشعر الناس بالدفء حتى لحلفائهم”، وأشار في كلامه إلى أنّ دول مجلس التعاون الخليجي كانت “تتحين الفرصة” للخروج من لبنان، وقد أتتها الفرصة عبر تصريحاته.

المقابلة مع قناة اي نيوز i news

وأتت مقابلة الإعلامي اللبناني مع القناة العراقية، على هامش زيارة له إلى العراق بخصوص معرض بغداد الدولي للكتاب، والتي استهلها قرداحي بشكر “أهلي في العراقي الذين وقفوا معي خلال المحنة التي مررت بها عندما كنت وزيراً”.

المقابلة التي قدمّ لها الإعلامي حسام الحاج مقدمة عن الشاعر مظفر النواب، ” لا يمكن للكلمات انّ تحيض بفقد رمز كبير من رموز الشعرية العراقية والعربية”.

الإعلام العربي ومحنة الرأي والرأي الآخر

وأشار الإعلامي جورج إلى الفوضى الإعلامية المعاصرة، ليتحدث بعدها عن الحالة السياسية الراهنة في لبنان، وخاصة بعد الانتخابات النيابية الأخيرة وانتظار انتخاب رئيس مجلس النواب، ما يشير إلى أنّ المقابلة جرت قبلها في تاريخ 22 أيار.

وأشار قرداحي إلى خشية اللبنانيين، من الوصول إلى حائط مسدود، ليتوقع وصول نبيه برّي إلى سدة رئاسة المجلس النيابي، وأكّد إلى أنّ الاختيار الأصعب سيكون اختيار رئيس الحكومة والحكومة.

وأوضح وزير الإعلام السابق: “بعد خمسة أشهر من الخروج من لبنان عاد السفراء وكأن شيئاً لم يكن، ما الّذي تغير؟ هل لم يعد هناك هيمنة لحزب الله على البلد والحكومة؟!!”.

أزمة جورج قرداحي والخليج

وكانت أزمة تصريحات جورج قرداحي في العام الماضي، قد أثارت الكثير من الردود والمتابعات من الوسائل الإعلامية العام الماضي.

ففي 26 أكتوبر / تشرين الأول 2021 أوضح قرداحي أن تصريحاته في برنامج “برلمان الشعب” والتي أدلى فيها في 5 آب عن حرب اليمن، لم يكن يقصد فيها الإساءة إلى السعودية أو الإمارات.

فيما صرّح نجيب ميقاتي رئيس الحكومة اللبنانية، على إثر ذلك أنّ التصريحات: “كلام مرفوض ولا يعبر عن موقف الحكومة إطلاقاً”.

وتتابعت التصريحات والدعوات لإقالة وزير الإعلام اللبناني، من أفرقاء لبنانيين وخليجيين، عقب تداول التصريحات.

وردت الخارجية السعودية، باستدعائها سفير الجمهورية اللبنانية لديها وسلمته في حينها مذكرة احتجاج رسمية.

لتتبعها دولة الإمارات التي استدعت أيضاً السفير اللبناني، واعتبرت التصريحات بأنها “مهاترات” تنم عن ابتعاد لبنان عن الدول العربية.

فيما أشاد حزب الله بـ “الموقف الشجاع والشريف الذي اتخذه معالي وزير الإعلام” في 28 تشرين الأول 2021.

لتقرر عقبها كل من السعودية والبحرين في 29 تشرين الأول 2021 سحب سفيريهما من بيروت، وطرد سفراء لبنان لديهما.

ومع ارتفاع المطالبات باستقالة قرداحي، وانضمام الكويت إلى السعودية والبحرين في سحب السفراء، ومطالبات من زعماء لبنانيين مثل وليد جنبلاط، واحتدام التصريحات السياسية وتأزم العلاقات بين دول الخليج ولبنان، إذ وصف وزير خارجية لبنان بأنّ الموقف السعودي فيه “قساوة”، أعلن قرداحي استقالته من وزارة الإعلام في 3 كانون الأول 2021، في محاولة لتخفيف التوتر مع دول الخليج.

وعلّقت رئاسة مجلس الوزراء اللبنانية على الاستقالة في بيان لها كان ختامه: “،إننا إذ نبدي اسفنا لما حصل سابقا وأن يكون صفحة من الماضي قد طويت، نتطلع الى اعادة العلاقات الطبيعية بيننا وبين الاشقاء في المملكة العربية السعودية ودول الخليج على قاعدة الاحترام والمحبة وحفظ سيادة كل دولة وامنها وخصوصيتها وكرامة شعبها”.