سر المصالحة بين السعودية وإيران برعاية الصين
اتفقت المملكة العربية السعودية وإيران يوم الجمعة، على إعادة العلاقات الدبلوماسية وإعادة فتح سفارتي البلدين، بحسب بيان مشترك صدر في بكين نقلته وكالة الأنباء السعودية الرسمية.
وحمل البيان المشترك الثادر في بكين يوم أمس 10 آذار توقيع كل من وانغ بي عضو المكتب السياسي للجنة المركزية ومدير المكتب للجنة الشؤون الخارجية التابعة للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، عن جمهورية الصين الشعبية.
وتوقيع مساعد بن محمد العيبان وزير الدولة عضو مجلس الوزراء مستشار الأمن الوطني عن المملكة العربية السعودية، و علي شمخاني أمين المجلس الأعلى للأمن القومي عن الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
وغيّر الاتفاق قواعد اللعبة في الشرق الأوسط، بعد أن دفنت كل من الرياض وطهران الأحقاد في بكين يوم الجمعة، في إنهاء تنافس استمر لعقود، وبداية تنامية لنفوذ الصين في المنطقة النفطية.
وفاجأ الإعلان المتوقع، بعد محادثات استمرت لعامين، في توازي لتعثر المفاوضات لإحياء الاتفاق النووي بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران.
وتأتي إعادة العلاقات بعد سنوات من العداء، الأمر الذي هد الاستقرار والأمن في الخليج وساعد في تأجيج الصراعات في الشرق الأوسط من اليمن إلى سوريا.
استئناف العلاقات الدبلوماسية بين إيران والسعودية
وبعد أربعة أيام من المحادثات بوساطة الصين، تم الإعلان عن الاتفاق، الذي لم يكشف عنه في وقت سابق من قبل في بكين بين كبار المسؤولين الأمنيين من القوتين المتنافستين في الشرق الأوسط.
ونتيجة للمحادثات، اتفقت طهران والرياض على استئناف العلاقات الدبلوماسية وإعادة فتح السفارات في خلال الشهرين القادمين.
وبحسب البيان الصادر عن إيران والسعودية والصين. فإن “الاتفاق يتضمن تأكيدهم على احترام سيادة الدول وعدم التدخل في الشؤون الداخلية”.

العلاقات السعودية الإيرانية
وكانت السعودية قد قطعت العلاقات مع إيران في 2016 بعد اقتحام سفارتها في طهران خلال خلاف بين البلدين بشأن إعدام الرياض لرجل دين شيعي.
فيما ألقت المملكة باللوم على إيران في الهجمات الصاروخية والطائرات المسيرة على منشآتها النفطية في عام 2019 وكذلك الهجمات على ناقلات النفط في مياه الخليج، ونفت إيران تلك الاتهامات.
كما نفذت جماعة الحوثي اليمنية المتحالفة مع إيران هجمات صاروخية وطائرات مسيرة عبر الحدود على السعودية ، التي تقود تحالفا يقاتل الحوثيين ، وفي عام 2022 توسعت الضربات إلى الإمارات العربية المتحدة.
وأضاف البيان المشترك أن الرياض وطهران تؤكدان على احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.
ونقلت وكالة الأنباء السعودية أن البيان المشترك بين المملكة وإيران والصين أعلن التوصل لاتفاق يشمل استئناف العلاقات الدبلوماسية بين طهران والرياض وإعادة فتح سفارتيهما وممثلياتهما خلال مدة أقصاها شهران.
وقال بيان مشترك بين السعودية وإيران والصين إن الاتفاق، الذي جرى التوصل إليه في بكين، يتضمن عقد وزيري الخارجية السعودي والإيراني اجتماعا لتفعيل تلك الخطوات وترتيب تبادل السفراء ومناقشة سبل تعزيز العلاقات بينهما.
وأضاف البيان الثلاثي، الذي نشرته وكالة الأنباء السعودية، أن طهران والرياض اتفقتا أيضا على تفعيل الاتفاقية العامة للتعاون في مجال الاقتصاد والتجارة والاستثمار والتقنية والعلوم والثقافة والرياضة والشباب الموقعة في 1998.
برعاية الصين اتفاق بين السعودية وإيران
وتمثل الصفقة ، التي أبرمت في بكين هذا الأسبوع وسط احتفالية المؤتمر الشعبي الوطني ، انتصارًا دبلوماسيًا كبيرًا للصين.
إذ ترى دول الخليج العربية أن الولايات المتحدة تنسحب ببطء من الشرق الأوسط الأوسع.
كما أن الاتفاق بين السعودية وإيران يأتي في الوقت الذي يحاول فيه الدبلوماسيون إنهاء حرب طويلة في اليمن، وهو الصراع الذي تأثرت به العلاقات بين إيران والسعودية بشدة.
ورحبت الأمم المتحدة بالتقارب السعودي الإيراني وشكرت الصين على دورها.
وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمم المتحدة: “علاقات حسن الجوار بين إيران والسعودية ضرورية لاستقرار منطقة الخليج”.